والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتو
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قلت أين قبري ؟ قال هنا , وأشار بيده الى الأرض.
هذه الجملة كانت نهاية الحلقه الثانية :
بداية الحلقة الثالثة :
نظرت فرأيت جسدي تحت الثرى , فمررت بجسدي المبضع وأنا في طريقي الى أهل البيت (ع) .
كدت أن أحزن وأكتئب إلا أن ملك الموت بادرني بالقول :
هيا بنا نذهب , لا تشغل نفسك بذلك , إن ما تريد أن تراه اليوم يشغلك عما سواه .
وصلنا كلمح البصر الى رحاب النبي الأكرم وفاطمة والأئمة الطاهرين (ع) ,و ودعني وانصرف , فبقيت مع هؤلا الصفوة .
وهنا جفلت فجاه مما اعتراني بين النوم واليقظة , وحاولت أن ارى ( محمد شوشتري ) ثانية -, ولكني لم أفلح .
وحينما رجعت الى الروايات لآرى مدى صدق ما رأيته في الليلة الثانية - أي رؤية المعصومين - وجدت أن ذلك مطابق لما نقل عن الأئمة الطاهرين ومصداق لما قاله .
زمن هذه الروايات مثلاً الرواية الأولى والثانية والثالثة , ومن الرواية الخامسة الى الرواية العاشرة وغيرها للباب السابع من ( من أبواب الموت ) في كتاب بحار الأنوار ) [ راجع الصفحة 173 من الجزء السادس ].
وفي الليلة الثالثة كنت وحيداً في الغرفة , وأنا أدعو بدعاء قبل هجوعي , وألهج بذكر ( لاحول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ) حتى أمسيت في حالة روحية عالية .
رأيت فجاة شبح روح ( محمد شوشتري ) قد ظهر في إحدى زوايا الغرفة , ولكن لا أعلم كيف رأيته , أفي النوم أم في اليقظة ؟ أقبل على وهو يقول : نعم ما صنعت الليلة , لما دعوت كثيراًوكررت ذكر ( لاحول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ) , فلولا دعاؤك لحال دون لقائي بك شاغل , فأجيز لي اللقاء بك وإخبارك بما جرى لى أمس وفى هذه الليلة .
استطرد حديثة قائلاً : حينما أحضرت بين يدى المعصومين ( ع) أصبحت نفسي لا تطاوعني في الابتعاد عنهم لحظة واحدة على الرغم من كوني لست جديراً بمجالستهم .
ولكني أدركت للوهلة الأولى أن روحي تفتقر الى بعض الكمالات , ولازالت تتصف ببعض الرذائل, فلست حرياً بمخالطتهم كثيراً مادمت حاملاً لبعض هذه الصفات .
وكان حالي كحال من يرتدي ثوباً قذراً , ووجهه يعلوه الدرن , ويداه ملوثتان , ثم يغشى مجلساً يحضره الأعيان وهو يريد أن يجالسهم بيدأني لما شعرت بالخجل والحرج تطوع أحد أولياء الله , ولا أريد الافصاح عن اسمه لتزكية روحي وتطهيرها , وأصبحت من المقرر أن أطهر نفسي بنفسي من لوث الرذائل أولاً وتحت إشراف ذلك ذلك الرجل الصالح , ثم أكمل معارفي وأحوزعلى الكمالات الروحية , حتى أصير جديراً بمعاشرة الائمة الأطهار(ع) ياليتني قد أنجزت هذه المهمة في الدنيا حتى لا أعوق هنا , لآن الانسان لا يدرك خطورة معاشرة آل البيت (ع) مادام لم يتذوق لذة مجالستهم .
وحينما يحس بهذه النعمة يخرج من جنابهم , وينفى بعيداً عنهم , لكي يطهر روحه ويصلح نفسه ,فسيقاسي حينذاك ألم الفراق الذي لا يطاق .
ثم أجهش بالبكاء وهو يقول : لذا أوصيك بالمبادرة الى تزكية روحك مادمت حياً , وأن تجهد نفسك للوصول الى الكمالات الروحيبة , لكي لا تقاسي العناء هنا .
والآن أستأذنك للذهاب الى درسي , ولعلي أوفق للحضور عندك بعد ليال إن شاء الله .
لما تنبهت لنفسي ما رأيته بعد ذلك , وما أدري أكنت يقظاًَ أم نائماً ؟ ويستفاد من كلامه هذا ومن بعض الروايات التي تشير الى هذا المعنى أيضاً أنه لابد من تزكية أرواح الشيعة والمؤمنين في عالم البرزخ إن كان يعلق بها بعض الرذائل , وينبغي تعليمها بعض المعارف , والوصول بها الى الكمالات الروحية , وإعدادها لدخول عالم القيامة والجنة , لان من انطوت نفسه على ذرة من الرذائل لا يتأتى له دخول الجنة .
وفي الليلة الثالثة وما بعدها دعوت وكررت ذكر( لاحول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم )لحظور روح السيد محمد , ولكن دون طائل .
وبعد أربع ليال رأيته أمامي فجأة , وأنا منكب على أداء صلاة الليل والتهجد .
وكان يرتدي ثوباً جديداً يتلألأ نوراً , ويعلو وجهه جمالاً منقطع النظير , ويبدو عليه الوقار والرزانة , ذعرت أول الأمر , إلا أنه سكن روعي بصوته الرخيم وهو يقول:
لا تخف , جئت لأكمل لك بقية قصتي .
ثم أردف كلامة بالقول : لقد كنت خلال الأيام المنصرمة منكفئاً الى طلب العلم وتزكية النفس علاوة على زيارة أرواح الأصدقاء والأقرباء كانت كلها هناك بما فيها أصدقائي القدامى وسائر أرواح شيعة أمير المؤمنين (ع) .
وأول من رايته هو المرحوم فلان ( يقول الكاتب أتى على ذكر أحد العلماء و الصلحاء الذي تربطني به علاقة وثيقة ) في اجتماع يضم أرواح الشيعة في وادي السلام قبل ثلاثة أيام .
عرفني الى جميع من موالي أمير المؤمنين (ع) فأحدقوا بي وطفق كل منهم يسالني عن أصدقائه .
الى هنا تنتهي الحلقة الثالثة :
الحلقة القادمة بها الكثير من الاحداث والعبر , حتى نلتقى أقول ( لاحول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم
وانشاء الله يارب تعجبكم هذا القصص وتسعدكم وتستفيدو منها بارك الله فيكم اخوتى فى الله
والسلام عليكم ورحمة الله تعاله وبركاتو )